قال سماحة الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس انه ليس لليهود أي أماكن للعبادة في مدينة القدس المحتلة.
واستنكر سماحته، في خطبة صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك، الاقتراح الذي تقدم به عددٌ من الحاخامين اليهود، قبل أيام، والذي يطالب بتقسيم
المقدّسات بين أصحاب الديانات في مدينة القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك، ووصف الاقتراح بـ "المأفون"، وقال: "هكذا يزعمون ويحلمون
ويخططون وهكذا يتآمرون"، وأكد أنه ليس لهم أي حقوق في المقدسات.
وأضاف: نقول لهم ولغيرهم: "لا تقتربوا من الخط الأحمر، فحقنا الشرعي في المسجد الأقصى قائم إلى يوم الدين"، مُشدّداً على أنه لا يملك احد في العالم
أن يساوم أو أن يتنازل عن ذرة تراب من المسجد الأقصى المبارك.
وقال: "إن موضوع التقسيم غير وارد مطلقاً؛ فالأقصى مرتبط بقرار الهي رباني، وانه للمسلمين وحدهم، فلا مجال للتفاوض حوله ولا للبحث فيه، فهو
أسمى من ذلك كله".
وأوضح أنه لا يوجد لليهود أماكن عبادة بالقدس، مُشيراً إلى "أن الدليل على ذلك أنه حينما جاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى مدينة القدس سنة 636
م لم يجد أي كنيسٍ لليهود في هذه المدينة، والذي يؤكد ذلك أن عمر رضي الله عنه حافظ على كنائس المسيحيين في القدس ولو كان لليهود كُنس لحافظ
عمر عليها لان ديننا الإسلامي العظيم يطالبنا بالحفاظ على أماكن العبادة لغير المسلمين، بل إن أهل بيت المقدس النصارى طلبوا من عمر أن لا يساكنهم
احد من اليهود".
وأضاف الشيخ صبري أن الحفريات التي استمرت أربعين عاماً لم يجدوا خلالها حجراً واحدا له علاقة بالتاريخ اليهودي القديم وقد اعترف بذلك عدد من
خبراء الآثار اليهود أنفسهم.
ووقف سماحة الشيخ صبري عند تصريحات بعض قادة وساسة الاحتلال بخصوص ما يطلقون عليه الوطن البديل، وقال: "إن ذلك معناه أن يُرحّل أهل
فلسطين إلى الأردن ليقيموا دولتهم هناك على اعتبار أن فلسطين، حسب مزاعمهم، هي لليهود، وأن أهل فلسطين هم الأكثرية في الأردن، وهذا يعني أن
نتنازل عن فلسطين المُباركة المقدسة".
وتساءل سماحته قائلاً: "هل يوجد شخص في العالم يملك أن يتنازل عن ذرة تراب من فلسطين التي باركها الله وقدسها؟!
وأوضح أن التبادل شكلٌ من أشكال التنازل، مؤكداً أن جميع الطروحات والمبادرات هي سراب خادع.
من جهة ثانية، استنكر سماحة الشيخ صبري احتجاز واعتقال وإبعاد الشيخ علي العباسي، إمام المسجد الأقصى، عن القدس والمسجد الأقصى المبارك،
ووصف خطوة الاحتلال بالمُجحف والظالم، وقال أن القرار ينطوي على خطورة كبيرة على حُرّاس وموظفي المسجد الأقصى المبارك، واعتبر القرار
بالسابقة الخطيرة.
وكان آلاف المواطنين من مدينة القدس وبلداتها وضواحيها، ومن داخل أراضي العام 1948م أمّوا المسجد الأقصى المبارك، وسط انتشار لشرطة الاحتلال
على بوابات المسجد المبارك.